Wednesday, August 03, 2005

الحقيقة، أطروحة فلسفية شبه سفسطائية قديمة

أعرف أن فلاسفة كثيرون طرحوا هذا الحوار من قبل، لكن المهم أحنا نتكلم فيه

الجهة الاولى: الحقيقة، لتعتبرها الحقائق الأخلاقية الكبرى، أو الحقيقة الإلهية "الله" إن شئت التحدث بشكل محدد
هي بطبيعتها مطلقة، إن كانت نسبية لأعتبرناها مجرد حدث، شييء، ظاهرة. فالحقيقة بالضرورة مطلقة عن الزمان والمكان ودوائر النسبية
وإن أردتم مثال توضيحي، هل يمكن أن يكون قتل طفل في الخامسة بغرض التسلية عمل أخلاقي لدى أحد وجريمة لآخر
هل يستطيع مؤمن (وليس مخرف) أن يرى أن الإله موجود ولكن له فقط، فهو ليس الإله المطلق، أو يستطيع ملحد أن يعتبر أن الله موجود لصديق له وليس له هو، إن الكلام نفسه يحوي تناقض

الجهة الثانية: أنا وانت
كل ما يحيطنا متغير، أو أقله يمكن النظر له بعدة زوايا، فتجسده في المكان يجعل حضورة محدود، وحدوثه على خط الزمان يجعله لحظة ماضياً وقبلها متواجد وقبلها مجهول أو غير مؤكد
حتى إختبارنا للمطلق هو نسبي، فكل وسائل التقرب للإله هي نسبية وإن كان يتفق عليها كل أتباع الدين، فإنها تظل تحدث في إطاري المادة والزمن، حتى التعبيرات نفسها عن المطلق هي تنطق بكلام نسبي، واللغة التي تحمل الفكر بل وتشكله، هي في النهاية نسبية، تتطور زمنياً، ألفاظها كثيراً ما تتعدد معانيها
القيم أيضاً، أنستطيع أن نصف أي حكم في أي محكمة بأنه عادل بشكل مطلق
إلى آخره، كل ما نتعمل معه هو نسبي، لأننا إن أختبرنا المطلق سننفجر، إننا نسبيين

مداخلة:
إذن الحقيقة المطلقة لم يختبرها أحد بصفتها مطلقة، إذن هي خرافة، بما فيها الله الذي هو مجرد تفريغ إحتياج، والقيم هي مجرد تنظيمات للبشر ولا وجود لها بشكل مطلق

الرد:
لدي رد يكفيني، ويجعلني أظل أؤمن بالحقيقة المطلقة
ولكن الجدال ينمي الفكرة ويزيد التساؤل عمقاً
لذلك أنتظر الرد منكم، أراؤكم حتى لو أيدت المداخلة
لا تنسوا القواعد واللي ميقدرش يكتب على الحيطة ممكن يخبط راسه فيها